احصائية الزوار

106
زوار اليوم الحالي
35
زيارات اليوم الحالي
1123
زوار الاسبوع الحالي
3592
زيارات الاسبوع الحالي
35
زوار الشهر الحالي
106
زيارات الشهر الحالي
5551700
كل الزيارات

الزوار

انت الزائر رقم : 2698452
يتصفح الموقع حاليا : 27

عرض المادة

عدل الله



إن الله لا تضيع عنده مثقال ذرة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه .

ما أصعب الموقف !حين تقف أمام قامات عملوا أكثر مما عملت، وبذلوا أكثر مما بذلت، ولكن حسبي مشاركة مما سمعت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يدخل الجنة ثلاثة نفر، ثلاثة!  يدخلون الجنة ممسكي أيدي بعض، الأول والثالث يستحقون، يعني بذلوا بذل يستحقون! الثاني: لو يشتغل عندنا لا نعطيه خمس ليرات؛ لكن سبحان الملك العظيم، الثلاثة، كلهم يدخلون بسهم واحد،نتاجهم سهم واحد أطلق في سبيل الله، قال: الأول، صانعه يبتغي به وجه الله، صانعه؛ ماذا عمل؟ صانعه لم يأتي من الشارع في خمسة دقائق وانتهت القضية، لا! ذهب واشترى الأدوات، وخبرة سنوات، وتعب وعرق جبين إلى أن أبدع في هذا السهم، وأتقنه يبتغي بكل قطرة عرق وبكل نفس يخرج أنه سيتنفس فيها في جنات النعيم، الثالث: أخذ السهم. ليس فقط خبرة، ولا فقط أدوات، ولا فقط تعب ولا عرقلا. خبرة وشجاعة وقدم روحه بين يدي الله، وذهب يواجه العدو.

و الثاني ماذا صنع؟

الأول والثالث يستحقون، الثاني ماذا صنع؟ قال: الثاني أخذ السهم من هذا )ليس لديه خبرة، ولا عنده شجاعة، ولا عنده تضحية، ما عنده شيء ،ولا إمكانية، جديد على العمل، ما عنده الخبرات ولا المؤهلات ولكنه يريد يشارك في الخير)، قال: أخذه من هذا وأعطاه هذا يبتغي به وجه الله.

سبحان الله! ويدخل معهم ممسك أيديهم؟ مفترض يكون خلفهم، لا ! لا! والله معهم.

لأن الله سبحانه وتعالى لا تضيع عنده مثاقيل الذرّ، قال الله )إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا( إذا ضاعفها الله، انتهى الموضوع )وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ( والله كل كلمة هنا لحالها لا تكفي، الله يقول: أنا الذي سأعطيك )مِن لَّدُنْهُ(هو سبحانه، من لدن أكرم الأكرمين)  أَجْرًا عَظِيمًا(

حسناً و هذه الذرة إذا دخلت هنا من هذا الجانب )أشار جهة اليمين) هنا تختلف موازين اللعبة؛ إذا رأيت طفل يلعب بالألعاب الإلكترونية المعروفة، ويفرح حينما ينهي مرحلة ثم يضاف له خمس مئة أو ألف نقطة، تجده يريد المراحل الأصعب، لأنه عايش الجو، جالس يرى ..

والله في مؤمنين اختصهم الله عز وجل عيون قلب وترى، ترى كل شيء.

الواحد منا لو يدخل الآن يجد رسالة نصية أضيف لحسابك  ألف، الدقيقة الثانية وهو جالس يشتغل أضيف لحسابك عشرة آلاف ، والله لا يريد أن يتوقف، في ناس ترى هذه الأشياء، لكن الله سبحانه قال :) فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ( ، يرى قلوب الناس سبحانهيراها يرى في قلوب مستيقظة تنظر، فتجده التعب يزيد وهمته تزيد، لماذا؟ لأنه يرى كم يوضع في الميزان. قال الله )فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(  . نسأل الله أن يفتحها هذه القلوب ويفتح هذه العيون، لماذا؟

الذرة هذه حصلت ودخلت في الجهة اليمنى تعرف ماذا يحصل؟

يقول الله سبحانه وتعالى) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ( ذهبت ووقعت هنا وهو جالس لا يراها، إذا لم يراها همته تقل، لكن إذا رآها بعين قلبه تعرف ماذا يحصل؟ ماذا يحصل لهذه؟  قال الله)يَرَهُ( والله إن دخلت ستراها؛ في نفسك، في أهلك، في أحبابك، في صحتك.

المهم والله إنك ستراها، لن يضيعها لك، مادام دخلت، والله ستراها فوق الأرض، تحت الأرض، يوم العرض، هذا القلب الذي ينبض مئة وخمسة عشر ألف نبضة في اليوم من مَن؟

كلها من رب العالمين، لو تدفع ليرة لكل نبضة مئة وخمسة عشر ألف ليرة ..

طيب وأحبابك! أضف لكل واحد منهم، إذا توقف القلب اذهب, انظر لمن بالمستشفى، كيف نصعد على صدر الرجل من أجل نضغط عليه حتى نصل20%   من الضخة التي يضخها قلبه العادي.

ما دامت دخلت، والله سوف تراها، كل ما دخلت هذه الذرات سوف تراها، الشيطان سوف يأتي؛ من أجل أن يغيبك، وهذا السيناريو الأساسي عند الشيطان أنه لما تعمل الخير، السيناريو حقه يقفل أمامك ثمن عملك، لكنه يبين لك تعب عملك، يعني يبين لك التعب الحاصل الآن، ويحجب عنك الثمن الذي ستأخذه نتيجة العمل الذي عملته، حق العرق الذي سقط.

الذرة التي مشت في اليوم والعداد يحسب، لأجل ذلك قال: إيماناً واحتساباً

ما معنى احتساباً؟ مثل واحد يشاهد الشاشة مثلا - أصحاب البورصة ينظرون في الشاشات والأرقام تحرك نفسياتهم والأرقام تجعل من يريد الرجوع لبيته ينظر ويقول لا أصبر البورصة يمكن ترتفع بعد قليل-  

والله إن الذي يحتسب احتساباً إنه يراها بعينه،من أجل ذلك تلاحظ بعض الناس يتقدم ويتقدم، وبعض الناس واقف وبعض الناس يتأخر، وهنا العمل لله سبحانه وتعالى .. لا يوجد وقوف.

)لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ( العداد يحسب فأنت إذا ما اقتنصت الفرصة، أو لم تقتنصها، الشاهد؛ أن كل ذرة تدخل من خير، والله ستراها، أنت الذي ستذوقها، وليس أحد آخر.

ومن يحاسبها؟ الذي يحاسبها رب العالمين قال الله )أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ( لو قلت لك كم ذرة دخلت في ميزانك، يمكن ما تعرفها، قال الله )أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ(

أسأل الله سبحانه وتعالى الذي جمعني وشرفني برؤيتكم فوق هذا الفرش ، أن يشرفني برؤيتكم أخرى تحت العرش،وأسأل الله سبحانه وتعالى الذي اختاركم لهذا أن يصطفيكم ويعطيكم كما حفظ للهدهد وسلالته أن يحفظكم ويحفظ أهاليكم وأحبابكم أجمعين والمسلمين.

أسأل الله ألا يبقي في هذه الصدور أمنية هي لله رضا ولكم فيها صلاح إلا كتب قضاءها قبل أن ننفض من مجلسنا هذا، وأسأل الله أن يجزي من كان سبباً في هذا اللقاء وأن يوفقنا وإياكم.

يا رب! بلغهم من الخير أعظم مما يرجون، واصرف عنهم الشر كله، وأقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين في كل مكان، وقصم ظهور الظالمين في كل مكان.

وأصلي وأسلم على أشرف من وطئت قدمه الثرى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام.


 

  • الجمعة PM 12:43
    2018-01-26
  • 4873
Powered by: GateGold